-------- الربا ----------

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الربا

لغة : هو الزيادة
شرعاً : هو الزيادة في أشياء مخصوصة. وهو يطلق على شيئين: يطلق على ربا الفضل وربا النسيئة

اصطلاحاً : اختلف الفقهاء حوله ، قال الإمام مالك "انظر إلى اليد السابقة بالدفع، فإن عاد إليها أكثر مما دفعت فامنع"
و قال د. القرضاوي "هو كل زيادة مشروطة مقدمة على رأس المال مقابل الأجل وحده"

و الربا محرم بنص الكتاب و السنة
"و احل الله البيع و حرم الربا" ، "فأذنوا بحرب من الله ورسوله"
و عن جابر رضي الله عنهما أنه قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، وقال هم سواء ) رواه مسلم .

و الربا محرم في جميع الديانات ، و اليهود، يعلمون ذلك، وينهون عنه فيما بينهم، لكنهم يبيحونه مع غيرهم، ( وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ )
والدين النصراني كذلك يحرمه ،
بل إن من العقلاء الذين عرفتهم البشرية و اشتهروا بالحكمة و الفهم والعلم ذهبوا لعدم جواز التعامل بالربا ، كأفلاطون الذي قال في كتابه القانون " لا يحل لشخص أن يقرض بربا"
و العرب في جاهليتهم رغم تعاملهم به ، إلا أنهم حرصوا أشد الحرص عند بناء ما تهدم من الكعبة ألا يدخلوا في ذلك مالاً حراماً ، لذا حرصت قريش على جمع المال من البيوت التي لا تتعامل بالربا !! .

و الأوائل بلا منازع في الإتيان بفكرة البنك الربوي هم اليهود ، و يقال أنها بدأت في أوربا في ألمانيا ، يؤكد ذلك ما ذكره هتلر في كتابه "كفاحي" حين قال "إن اليهود دمروا ألمانيا بالربا والدعارة" ، و يقال انه لم ينتشر ولم يقر كقانون معترف به إلا بعد الثورة الفرنسية، فالثورة كانت ثورة على الدين والحكم الإقطاعي والملك .

الكثير من الشبهات أثيرت من اجل تمريره و أن ربا الجاهلية غير ربا العصر الحديث ، و أن الربا المحرم في الذهب و الفضة و ليس في الأوراق النقدية ، ليعاد الحديث عنه مجدداً في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية .

و لعلنا في هذه الفترة بحاجة لصياغة خطاب يقف على أضرار الربا و مخاطره على استقرار و ازدهار و نمو الوضع الاقتصادي بلغة يستوعبها أقوام لا ينطلقون من مفاهيم عقدية حين يفتشون عما يصلح دنياهم ، أم ستكون حروف خطابنا وفق أبجدية من صرح أن ما حل بأمريكا ما كان ليكون لولا امتناعها عن دفع الزكاة !!

لو قدر لك أن تخاطب واحد من هؤلاء عن أضرار الربا لتصل معه لعلة تحريم الإسلام له ، فكيف سيكون حديثك ؟

أنتظر اجاباتكم على سؤالي
أختكم في الله